من حلب حتى تحرير آخر ذرة تراب سورية


وجه الرئيس السوري بشار الأسد كلمة متلفزة للشعب السوري، الاثنين، بمناسبة تحرير مدينة حلب السورية. حيث وجه تحية لكل أفراد الجيش السوري وللمواطنين وللحلفاء بمناسبة "هذا الإنجاز الكبير الذي قدم فيه الجيش السوري الكثير من التضحيات". وأكد في كلمته أن وفاء أهل حلب للوطن والجيش قلب حسابات الأعداء، مشيرا إلى أن حلب دفعت ثمنا كبيرا، وقال: "شعب حلب استمر في العمل والإنتاج خلال سنوات الحصار ولم يكتف بالصمود وحسب".

تلك المدينة التي خرج عشرات الآلاف من أهلها إلى الشوارع يحتفلون فرحًا بنهاية هذا الكابوس الإرهابي الذي خيم على المدينة لسنوات، ثُم انتقل ليجثم حولها في ريفها الغربي. ومن يستحق أكثر من أهل هذه المدينة الجريحة الاحتفال ومن يليق به الفرح أكثر منهم ومن له الأفضلية بدفن الحرب تحت أقدامه غيرهم؟ فمن يرى حلب اليوم بهذا البهاء منفرجة الأسارير يكاد ينسى ما عانته هذه المدينة طوال سنوات الحرب الدموية ومركزيتها في قلب دفة المعركة وتوجيهها إلى ما تصير اليه اليوم: نصرًا سوريًا أسطوريًا على وحوش العصر المتسلحة بعتاد الناتو.

المدينة التي سيطر الإرهاب على نصفها وقسمها إلى شرقية وغربية حتى صيف 2016، حيث كان مرتزقة الناتو وارهابيو القاعدة يعدون أنفسهم لهزيمة المدينة الكامل، في وقت كانت داعش تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي السورية، وجيش يعد بالآلاف من عصابات القرون الوسطى المتسلحة بالقذائف الأمريكية تستقر على بعد أميال من العاصمة دمشق في الغوطة الشمالية. حين أعد معسكر الإرهاب لمعركة تاريخية تحدد وجهة الحرب بذل فيها كل ما يملك من قوة بشرية وعتاد عسكري وحرب إعلامية تحركها امبراطوريات إعلامية قطرية وسعودية وتركية وغربية، فيما سموه "معركة حلب الكبرى". فما كان للمدينة الشهباء الا أن تقول كلمتها وتدحر جحافل الإرهاب في موقعة حربية اسطورية لتقلب دفة الحرب. ومن حلب الصمود يخرج الجيش السوري وحلفاؤه ليطهروا الأراضي السورية شبرًا شبرًا من لوثات الإرهاب المعاصر. لينتهي بهم الحال الى مجرد حذاء ينتعله النظام التركي في ادلب حيث ينتظرون قدرهم القادم من حلب اليوم ايضًا، يحتمون وراء المحتل التركي.

ومن منصة الاحتفال بتحرير حلب بالكامل أكد الرئيس السوري عهده وعهد الجيش العربي السوري أن هذا التحرير يعني أيضا أن "لا نستكين"، بل أن نحضر لما هو قادم من المعارك، وبالتالي فإن معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة. ووجه كلامه للمحتل التركي وعلى رأسهم اللص التافه اردوغان "بغض النظرعن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال". فكان العهد من انتصار حلب حتى تحرير آخر شبر من التراب السوري واستعادة الوحدة الكاملة للدولة السورية ودفن الحرب تحت أقدام أساطير الصمود.

عن موقع الاتحاد
19/2/2020




® All Rights Reserved, Wajih Mbada Seman, Haifa.
WebSite Managed by Mr. Hanna Seman - wms@wajihseman.com